الراب الفلسطيني لغة جديدة للاحتجاج على ممارسات الاحتلال الاسرائيلي
27.03.07 - 13:57
بيت لحم/اسامة عواد- "وين ما بروح بشوف حدود سجن الإنسانية... كل أطفال العالم حرة وأنا مالي حرية"... هذه الكلمات التي اختارها "تامر النفار"- أشهر مغني راب فلسطيني وفرقته المكونة من ثلاثة أشخاص من مدينة اللد داخل الخط الأخضر- في أغنية له ليعبر بها عن الواقع الفلسطيني المرير، والحواجز التي تضعها قوات الاحتلال في شتى أنحاء الوطن، وتتحدث أيضا عن جدار الفصل العنصري الذي يعلو ويلتهم أراضي الضفة الغربية بذريعة حماية امن إسرائيل.
موسيقى الراب انتشرت بين الشباب الفلسطيني في المناطق المحتلة في عام 67 ومناطق عرب 48، والتي أعتقد بعضهم أنها أفضل موسيقى للتعبير عن الوضع المزري الذي يعيشه الفلسطينيون، والذي يكرس معاناة شعب ما زال يقاوم الاحتلال حتى اليوم. وترتبط الأغنية الفلسطينية التراثية إلى حد كبير بهموم الشارع الفلسطينية وما يدور فيه، وكانت على مدار السنين لحنا يساند الثورة وقلما يرسم طريق العودة للأراضي الفلسطينية بعد أن هجر أهلها بسبب الاحتلال، كما وتجسد الفرق الفولكلورية في لوحات تقدمها هذه المعاناة عن طريق الدبكة والرقصات الشعبية المعبرة، إلا أن الراب الفلسطيني بدأ يزحف ويحتل مكانة عند الشباب الفلسطيني لان العديدين منهم يعتبرونه تحديا للاحتلال الإسرائيلي وما يقومون به من ممارسات في الشارع الفلسطيني.
ويحدثنا تامر النفار عن فرقته "دام" التي أسست في العام 2000، وهي أول فرقة "هيب هوب" فلسطينية تغني باللغة العربية، ويقول:" أننا نغني "هيب هوب" وهي موسيقى انتشرت في البداية عند الأميركيين السود "، مشيرا الى ان نمط أغاني الراب لم يكن ممتعا في البداية لكنه عندما سمعها لأول مرة وبتمعن قرر أن يخوض هذا المجال وان يكتب العديد من الأغاني التي تعبر عن واقع مدينة اللد التي يعيش فيها، كما انه بدا عناء الراب في العام 98 كأول راب عربي في فلسطيني، وانضم له أخاه "سهيل" في العام 98 وايضا "محمود" صديق لهما في العام 2000 ليشكلوا سويا فرقة "دام" التي يفسر معناها بالشيء الذي يدوم ( من كلمة دائم ).
أما المشروع الذي يعمل به حاليا فهو ألبوم "إهداء"، ويقول انه في هذا الوقت يقدم عروضا ترويجية له، كما انه لقي إقبالا في الجولة التي قامت بها الفرقة في الدول الاوروبية حيث أقامت خلالها عشر حفلات. ويوكد تامر أن فرقته قدمت العديد من الألبومات حيث قرروامن خلالها نقد العديد من الظواهر مثل انتشار المخدرات والفقر في المدن، كما امتدت هذه الأغاني إلى انتقاد الاحتلال الإسرائيلي وممارساته في بلدة اللد وجميع أنحاء فلسطين وما يقوم به مرورا بالجدار والحواجز الإسرائيلية وانتهاءً بقضايا الشباب الفلسطيني داخل مناطق عام 1948 و 1967.
ويضيف النفار أن أغنية "مين إرهابي" -رغم أنها قديمة بعض الشيء- إلا أنها ما زالت محبوبة بشكل كبير، فالناس دائما يطلبونها في جميع الحفلات، فكلماتها ترفض اعتبار الفلسطينيين إرهابيين كما تعتبرهم إسرائيل، لان كلمات هذه الأغنية تقول " مين إرهابي أنا إرهابي... كيف إرهابي وأنا عايش في بلادي... مين إرهابي أنا إرهابي... كيف إرهابي وأنت مكلني واكلت ارض جدادي".
وليست فرقة "دام" هي الوحيدة في فلسطين، بل انتشرت هذه الظاهرة من داخل الخط الأخضر إلى مدن الضفة الغربية وقطاع غزة، ومع أنها في البداية لم تلقى نجاحا إلا أنها باتت في هذه الفترة مقبولة مع انتشارها في المدن الفلسطينية. ومن هذه الفرق "رام الله اندر جراوند" من رام الله، "وأولاد الحارة" من الناصرة، و"بي ار"، و" طعم الألم"، و "فريدوم"، و"جي توان"، و"ام دابل يوم ار"، و"صباياز"، و"شخصية"، و"ار اف ام"، و"عربيات"، و"الجيش الأسود" و" اس بي ار" والكثير من الفرق التي فاز بعضها بجوائز عالمية على مستوى عالمي.
فرقة "البي ار" التي تعني باللغة الانجليزية" Palestinian Rap" أو بالعربية "الراب العربي" انطلقت من مدينة غزة، ولكنها لم تلقى الترحيب الذي لقيته الفرق العربية في الضفة الغربية ومناطق فلسطيني الداخل. وخلال احدى الحفلات في القطاع هاجمت مجموعة معارضة لهذا النوع من الموسيقى الحفل وقاموا بضرب المغنيين الثلاثة في الفرقة ضربا مبرحا وهددوا انه إذا تكررت هذه الحفلات فأنهم سيقوموا بتفجيرها.
الجدير ذكره أن الشباب الفلسطيني يحاول ان يوضح أن هذا النوع من الأغاني يأتي في إطار الاحتجاج على كل ما يروج في مجتمعهم ووطنهم وهم غير راضين عنه، حتى ان البعض منهم بات يعتبر هذا النوع من الموسيقى سلاحا يحارب به ما يحدث من حوله. وتعتبر فرقة "الدام" أن الناس متلهفة لهذا النوع من الأغاني.
موسيقى الراب بدأت في الولايات المتحدة في الثمانينات على أيدي السود الذين أوجدوها للتعبير عن عنصرية البيض ضدهم، وانتشرت بشكل كبير في شتى أنحاء العالم لتصبح تعبيرا عن معاناة كل منطقة تنتشر فيها هذه الموسيقى.