"السيجارة تريح الأعصاب وتبعد الملل، وتروح عن النفس". "أدخن لأشعر بأني رجل"!
هكذا يبرر الطلاب تدخينهم؛ فهو في نظرهم، يقتل وقت الفراغ، ويمنحهم مظهرا رجوليا أمام أصدقائهم وغيرهم.
يقول الطالب "أبو عيد"؛ من مدرسة الشيوخ الثانوية للبنين في الخليل، إنه يدخن في اليوم الواحد ما بين17 و20 سيجارة، "وإذا تأزمت الحالة، أدخن يومها 30 سيجارة"؛ أي حسب تقديره بما قيمته 400 شيكل شهريا "تقريبا"!
ويشير محمد حساسنة، 16 عاما، وهو طالب غير مدخن، في المدرسة ذاتها إلى أن التدخين عادة سلبية تنتشر في جميع المدارس، ويقول: "لكنها شائعة في مدرسة الشيوخ الثانوية للبنين أكثر من غيرها". فما الذي يدفع طلاب هذه المدرسة بشكل خاص إلى التدخين؟
يرى أحمد جرادات؛ المرشد التربوي في المدرسة أن الدافع الرئيس للتدخين "قد يكون نوعا من التسلط، وحب الظهور، التي يعتقد كثير من الشباب بأنهما ضروريان لاستكمال شخصية الشاب"، إضافة إلى تأثير الأصدقاء؛ خارج المدرسة وداخلها. ويقول: "إنه شكل من أشكال التمرد، وقتل وقت فراغ"، ويتابع: "وقد يقتنع الطالب بأن التدخين يحل مشكلة الإحباط والملل".
ويدفع الطالب يوسف أبو عيد، 17 عاما، إلى التدخين عدة دوافع، منها التسلية والترويح عن النفس، ويقول: "السيجارة تريح الأعصاب، وتكسر حاجز الملل الذي يسيطر علي بشكل عام".
ويقول الطالب مأمون سعيفان17 سنة: "ما يدفع الطالب إلى التدخين هو عدم قدرة الطالب على التعبير عما يشعر به في داخله".
ويؤكد جرادات على أن الطالب قد يلجأ أحيانا للسرقة من الأهل؛ "سواء سرق الدخان أو النقود"، أو لاستخدام أكاذيب متعددة، ويقول: "يؤثر على دراسة الطالب؛ فالدراسة عادة ما تكون في البيت، لكن الطالب المدخن، لا يغامر بكشفه، مما يدفعه إلى ترك البيت بحجة الدراسة مع صديق".
ويعتبر الأصدقاء قوة الضغط على زميلهم، ومنهم من يستغلها سلبا؛ ليوقعوه فيما وقعوا هم فيه، ومنهم من يستغلها إيجابا؛ فيشكلون جماعة ضغط على الزميل المدخن ليترك التدخين.
يقول جرادات: "كثير من الطلبة بدأوا التدخين؛ لمجرد أن ثمن السيجارة قليل". ويرى بأن قناعة ولي الأمر حول دور التدخين في تدمير الصحة، وتركه أولا إن كان مدخنا، سيشجع الأبناء على عدم التدخين، أو تركه بدورهم.
ويختم قائلا: "يجب أن يكون الأب قدوة لأفراد أسرته؛ ليتحطم شعار "التدخين يساعد على حل الضغوط والأزمات""