good luck with bad luck
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

good luck with bad luck

صوتنا وصل كلماتنا أمل...
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 النكبـــة والمســرح الفلسـطينــي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
rappers _girl
عضو بيرفع الراس
عضو بيرفع الراس
rappers _girl


عدد الرسائل : 119
Localisation : فلسطين/القدس
تاريخ التسجيل : 09/07/2007

النكبـــة والمســرح الفلسـطينــي Empty
مُساهمةموضوع: النكبـــة والمســرح الفلسـطينــي   النكبـــة والمســرح الفلسـطينــي Icon_minitimeالجمعة يوليو 13, 2007 2:31 am

ربما كان قدرنا ان نكون دائما شعبا يتأرجح بين احتلال أو إنتداب أو وصاية او إحتلال مرة أخرى.. وربما كان ذلك السبب الرئيس في اجتماع معظم فنوننا التعبيرية حول مقاومة هذه الاحتلالات على مر العصور، وانتهاء بالاحتلال الاسرائيلي الذي ما زال جاثما كالموت الثقيل على صدر مقاومتنا الشرعية والجميلة.



ولأننا نعيش نكبة مستمرة، كلا واجزاء، منذ سبعة وخمسون عاما، ولأن الذئاب تحوم حول ذاكرتنا وحقوقنا المصونة دوليا والمفرط بها من دولة الاحتلال وبعض اقزام التاريخ من ابناء جلدتنا وغيرهم، كان لا بد لنا من استمرار انعاش ذاكرة الأجيال الفلسطينية. وتعددت طرق انعاش هذه الذاكرة، فهناك ملابس وحلي وادوات، حملها المهجرون الذين أجبروا على اللجوء، أو مفاتيح أبواب بيوتهم التي اغلقوها او لم يغلقوها، والتي لا يخلو منها أي بيت. وهناك التاريخ الشفوي، او الكتب التاريخية، او قصص اللاجئين والنازحين والمهجرين في الوطن والمنفى، او قصائد وروايات تسطر ملاحم شعب في مقاومة مستمرة، او لوحات فنية تجسد مأساة تتكرر في واقعيتها كل يوم، او أفلام ومسلسلات ولقاءات وندوات تلفزيونية واذاعية تحيي ذاكرة جيل عاش التهجير الأول والثاني وسياسة "التطفيش" المستمرة التي تتبعها حكومة دولة الاحتلال. أو اعمال مسرحية تجسد على خشبة المسرح تاريخا كاملا نزح معنا من ماضينا ليسكن حاضرنا ومستقبلنا.



ما الذي يجعلنا نقاوم؟ ما الذي يميزنا كشعب، ويجعلنا رغم المأساة نجد بارقة أمل، ورغم الحزن نجد لمسة جمال، ورغم القهر الشديد، تحركنا أوتار العود وعزف الناي؟ ما الذي يميزنا كشعب يعيش تحت وطأة الاحتلال، فنضحك لنكتة، ونرفض أن نعيش مسوخا حزينة تستجدي الشفقة وتتسول الحق؟ إننا نُصِّر على هذه المقاومة، ونرفض التزحزح عن حقوقنا كي نحافظ على إنسانيتنا، وعلى انتمائنا البشري ونرفض الأقفاص التي تحاول دولة الاحتلال ان تسجننا فيها اعلاميا وميدانيا وتزرع في اذهان العالم بأننا لسنا سوى شعب همجي متوحش لا يمت للإنسانية بصلة حتى باتت كلمة فلسطيني في بعض الدول او المجتمعات مرادفة لأرهابي. ولأننا بشر ونحترم انسانيتنا، ولنا حقوق مسلوبة، فإننا نرفض ان نتخلى عن هذه الحقوق.



وجاء المسرح الفلسطيني ليكون وسيلة من وسائل المقاومة المستمرة ضد سياسة تغيير التاريخ وطمس الهوية والثقافة والحضارة الفلسطينية التي تنتهجها دولة الاحتلال ومن حالفها. فقام المسرحيون الفلسطينيون باستخدام أرقى الوسائل الحضارية والانسانية للتعبير عن همومهم وهموم شعبهم.. ولأن المسرح، فن جميل وراق، ولأن العلاقة مباشرة بين المشاهد والممثل والكلمة.. ولأن المسرح وسيلة تثقيف وتعليم وتحريض استخدمت على مر العصور، فقد كان من اقوى ادوات المقاومة الجميلة.



وأنا هنا لست بصدد صياغة تاريخ المسرح الفلسطيني، إلا انه من الجدير التذكير بأن المسرح الفلسطيني شهد بداياته في الربع الأخير من القرن التاسع عشر، من خلال عدة محاولات لها اهميتها التاريخية، وربما نجد بداياته في العام 1919، حيث عرفت مجموعة من الأسماء التي اهتمت بالكتابة للمسرح ما بين عامي 1919 و1949، وعلى رأسهم جميل حبيب بحري، والأخوة صليبا ونصري وجميل وفريد الجوزي. وقد ساهم تأسيس الإذاعة الفلسطينية في القدس سنة 1936 بإدارة إبراهيم طوقان في تنشيط الحركة المسرحية وخصوصا نشاط عائلة الجوزي التمثيلي البارز في هذه الإذاعة.



خرجت في فترة ما بين الحربين العالميتين الاولى والثانية مسرحيات تحارب الصهيونية وتحض على عدم بيع الأراضي لليهود، وركز بعض الكتّاب على الكتابة المسرحية الموجهة ضد النفوذ الأجنبي وتدخله في شؤون العرب الداخلية.



وأصابت صدمة النكبة المسرح الفلسطيني بخيبة أمل كبيرة بعد النشاط البارز والمحطات الهامة التي حققها زمن الانتداب البريطاني، رغم صرامة الرقابة البريطانية ضد المسرحيات السياسية، فتشتت شمل فناني المسرح الفلسطيني وهاجر معظمهم إلى الأردن حيث بدؤوا نشاطاً مسرحياً فلسطينياً هناك. وبعد انطلاقة الثورة تشكلت الكثير من الفرق المسرحية الفلسطينية في بعض الأقطار العربية وفي داخل الأراضي المحتلة رغم كل الحواجز والقيود، وفي الشتات خارج فلسطين وبمبادرة من حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح تشكلت جمعية المسرح الفلسطيني سنة 1966 في دمشق وقدمت أعمالا في عدة عواصم عربية.



وكان الإنتاج المسرحي الأول للمسرح الوطني الفلسطيني مسرحية "محاكمة الرجل الذي لا يحارب" وهي من تأليف ممدوح عدوان وإخراج حسن عويني، وبعدها قدمت الفرقة مسرحية "العصافير تبنى أعشاشها بين الأصابع" تحت عنوان "الكرسي" من تأليف الشاعر معين بسيسو ومن إخراج خليل طافش، وقد حققت هذه المسرحية شهرة كبيرة وصدى واسعا ليس في الوطن العربي فحسب بل في كثير من البلاد الأوروبية أيضا وذلك عندما مثلت فلسطين في مهرجان المسرح العربي في الرباط عام 1974 ويقول خليل طافش: "أنا اعتبر مسرحية محاكمة الرجل الذي لم يحارب للشاعر الفلسطيني ممدوح عدوان بداية خلق مسرح فلسطيني بالمعنى الكامل". كما قدمت الفرقة مسرحيات أخرى مثل "شعب لن يموت" من تأليف فتى الثورة وإخراج صبري سندس، و"الطريق" من تأليف وإخراج نصر الدين شمّا، و"حفلة من أجل 5 حزيران" من تأليف سعد الله ونّوس وإخراج علاء الدين كوكش.


وقد شهدت الحركة المسرحية تطورا ملحوظا بعد 1967، وقد ظهر أول تجمع مسرحي في الضفة الغربية في شباط 1975 تحت اسم "تجمع العمل والتطوير الفني" كعلامة مسرحية بارزة في الأراضي المحتلة سبقها وتلاها العديد من الفرق المسرحية الهامة التي ظهرت في مختلف مدن الضفة الغربية منها على سبيل المثال لا الحصر، فرقة عائلة المسرح التي تحولت إلى فرقة بلالين ثم بلا لين، دبابيس، صندوق العجب، الحكواتي، المسرح الوطني الفلسطيني، القصبة في القدس وقد تحولت إلى رام الله في عهد السلطة الوطنية الفلسطينية، عشتار لتعليم وتدريب المسرح، مسرح السنابل وعناد وأيام المسرح وغيرها. بالاضافة الى الفرق المسرحية والفنية التي انشئت في المخيمات مثل مسرح الرواد في مخيم عايدة.



وقد كانت النكبة، وما تلاها من الهم الفلسطيني عجينة أساسية في معظم الاعمال المسرحية التي قدمها المسرح الفلسطيني. وكما يقول المخرج الفلسطيني فؤاد عوض في مداخلة ألقاها في مهرجان قرطاج – تونس 2004: "يمكنني ان أجزم بأن ميزة المسرحية الفلسطينية هي العودة الى المكان والزمان اللذين توقفا بالنسبة لنا في فلسطين عام النكبة عام 48". ويتابع الفنان فؤاد عوض "في الواقع، عدم التوازن او الخلل في التوازن هو عنصر ومركّب اساسي في درامية المسرحية الفلسطينية بشكل عام والتي تعتمد على مبدأ كان لنا بيت وأرض، وكانت لنا حياة جميلة في القرية او المدينة او الريف، ولكن دائرة الحياة مزقت هذا النسيج، وقامت الحرب بتمزيق اوصال العائلة الواحدة والشعب الواحد".



ولأننا شعب نحب الحياة، ولا نريد ان نولول على ما فات، ولأننا نقاوم، فقد قمت بتأليف وإخراج مسرحية "إحنا اولاد المخيم"، حيث قامت بتمثيلها فرقة أطفال مسرح الرواد في مخيم عايدة، وقالت الصحف عنها: "بين الضحك والدموع، أطفال مخيم عايدة جسدوا المعاناة الفلسطينية"؛ "مسرحية – نحن اطفال المخيم - تعيد قراءة تاريخ القضية الفلسطينية على مسرح الهناجر"، "تاريخ فلسطين على مسرح في القاهرة" وغيرها من المقالات. نعم أردت تجسيد هذه المعاناة الفلسطينية المستمرة على المسرح، وإعادة قراءة التاريخ كما عشناه ونعيشه، وأن أستفز الصمت العربي والعالمي الثقيل من خلال جولات عروض محلية ودولية. وأن تبقى ذاكرتنا حية، بماضيها وحاضرها ومستقبلها، وأن تبقى أسماء قرانا، التي دمرتها عصابات الصهاينة وغيرت اسرائيل أسماءها، عربية. ولأقول أيضا، أننا كشعب يقاوم أيضا بطرق سلمية وجميلة وبعيدة عن العنف، إلا ان هذا النوع من المقاومة لا يعني التخلي عن الحقوق والرضى بفتات وبقايا موائد أوسلو وجنيف والمبادرات المخزية من أناس فقدوا الحياء وفرطوا بحقوق شعبهم المعترف بها دوليا.



إن تجسيد النكبة والجرح الفلسطيني النازف على المسرح، لم يكن وراءه حبنا للحزن وعشقنا للبكاء على مآسينا، ولكن إحياء للذاكرة الفلسطينية والعالمية وتقديما لمأساتنا للجمهور كما نحن عشناها ونعيشها، لا كما ينقلها الآخرون عنا. وكان الهدف الأكبر هو هذا الجيل الفلسطيني الناشئ، حتى يعيد قراءة تاريخه ومأساته، ولا ينسى، لأن الصهاينة يريدون منا أن ننسى، في حين أنهم لا يكلون ولا يملون بتذكير العالم بما أصابهم. ولأن نسيان الحق جريمة لا تغتفر، والتفريط بهذا الحق جريمة أبشع وأكبر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
النكبـــة والمســرح الفلسـطينــي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
good luck with bad luck :: إبدع :: المسرح والغناء-
انتقل الى: